في الرابطة القلمية الجديدة
- الشاعر يوسف عبد الصمد
- الدكتور جورج يونان
- الأستاذ وائل شهاب
- الأستاذ جان ماضي
- الدكتوره سميرة ماضي
- الأستاذ طوني شعشع
- الدكتور أنيس عبيد
- القنصل السعودي العام الدكتور عبد الرحمن الجديع
مقدمة:
هجرة الشعراء، لها جواز سفرٍ لا يحمل تأشيرة دخولٍ أو خروج، فهي أبعد من حدود الزمان والمكان! كهجرة الطيور هي، أجنحةٌ على أجنحة الغيم، وصفقُ أجنحةٍ في ملاعب السماء، وهل للغيم محطاتٌ؟ أو لملاعب السماء حدود؟
يهاجرُ الناس، فيرحلون عن أوطانهم، يسافرون منها، ويهاجر الشعراء، فتسافر أوطانهم فيهم! وتبقى حقائبهم مقفلةً، وعلى موعدٍ دائمٍ مع سفرة جراح!
من أولئك الشعراء، يوسف عبد الصمد.
المسافر في حقائبَ مقفلةٍ دائماً: فهو يخشى على جراحه من الهواء الطلق يُفسدها، فيُفسد عليه شاعريته، وحسبه أن يكون قد فعل فشفى شعره من كل علّةٍ!!
وهكذا، بقي همُّ الشعر، وهمُّ الأدب يُلاحقانه ولو حسِب توهماً، وفي غفلةٍ من الزمن، أنه تخلّص من وطأته، أو هو خرج من جلده! ولكن كيف؟ ومن أنّى؟!!
وها هو، بما يُشبه التفرّغ، رغم كثرة انشغالاته، ينشط في دفع الرابطة القلمية الجديدة، على زخمٍ بيّنٍ، وفي مدينة نيويورك بالذات في تلك المدينة المسلحة جدرانها، ضد الأدب كما تموت في محيط «روكفلَرْ» كل موجاتِ الفكر الإنساني.
من هنا، عظمة ما قام به الشاعر يوسف عبد الصمد مع نخبةٍ من رفاقه وصحبهِ في زمن هذا الأخضر الذي تيبسُ فيه كل العروق.
كان يستطيع يوسف عبد الصمد أن يتخلّى عن كل شيء، إلاّ عن الشعر، فهو مسكونٌ فيه، وبأنفاسه محبوسٌ!
الرابطة القلمية الجديدة: تاريخ تأسيسها والمؤسسون
منذ ما يقرب من قرنٍ، لا تزال الرابطة القلمية الأم، تنتظر في محطة انتظار الزمن! وبقيت
قبساً، تعيش على رماد مجمرِها بانتظار من يُوقِد نارَها، ومن جديدٍ يحمل شعلتها! وكانت الرابطة القلمية الجديدة!
ففي شهر شباط من العام 2004، في ليلةٍ من صقيع نيويورك، وفي زمن الصقيع الأذل، في المهجر الأمريكي كان قد تحلّق في منزل القنصل السعودي العام، الدكتور عبد الرحمن الجُديع، بعض ممن يعنون بالشأن الثقافي، أدباً وشعراً وفكراً وإبداعاً في شتى المجالات. وتكررت، تلك الاجتماعات أو الندوات الأدبية الخاصة إلى أن طُرحت بعدما يقرب من عام، فكرة تأسيس جمعية ثقافية، حملت بادئ ذي بدء اسم: «أقلام مهاجرة» وجاء العلم والخبر، تحت هذا الاسم إياه ثم كان أن تحول إلى اسم: «الرابطة القلمية الجديدة» بتمنٍّ من السفير فؤاد الترك، جليس الأدباء وسمير الشعراء، ومغني موائدهم الفكرية، آن تعزُّ كلمة هنا، أو ينضب شعر هناك! وذلك تيمناً بالرابطة القلمية الأم، فتكتمل بذلك المسيرة، وتوصل ما انقطع، عبر مساراتِ جديدة! وهكذا
تشكلت هيئة إدارية عامة على النحو التالي:
الشاعر يوسف عبد الصمد: عميداً
الدكتور جورج يونان (طبيب قلب) نائباً للعميد
الأستاذ جان ماضي: مسؤولاً للعلاقات العامة والأرشيف
الدكتوره سميرة ماضي سكرتيرة عامة للرابطة،
الأستاذ طوني شعشع عضو عامل، وقد قدم استقالته فيما بعد لأسبابٍ خاصة
والواقع أن الرابطة القلمية هذهِ إنما وُلدت مِن رَحم حركة ثقافية، أسسها الدكتور جورج يونان مع يوسف عبد الصمد عام 1993 - 1994، عبر مجلة الحكيم التي كان جورج يونان رئيس تحريرها، وعلى صفحاتها كانت له صولات وجولات، أدباً وفكراً وعلماً، حيث صدر منها ما يقرب من عشرين عدداً، قبل أن تتوقف عن الصدور.
المؤسّسون الأوائل
وبعد، ليس في هذه العجالة، من مجالٍ للإحاطة، بموضوعات الرابطة القلمية، وهي على كثرةٍ ووفرة ولكن لا بد من الإشارة، ولو على خطفٍ سريع، إلى المؤسسين لتلك الحركة الأدبية والتي كانت معلماً جديداً في الأدب العربي، خرجت به من طور التقليد إلى طور التجديد!
أما المؤسّسون الأوائل هؤلاء فهم:
جبران خليل جبران، مخائيل نعيمه، نسيب عريضة، ندره حداد، عبد المسيح حداد، إيليا أبو ماضي، الياس عطاالله، وليم كاتسفليس، وديع باحوط ورشيد أيوب.
ويذكر نعيمة، في كتابه «سبعون» (الجزء الثاني) أن أمين الريحاني لم ينضمّ إلى الرابطة القلمية لسببين، أولهما أنه لم يكن في نيويورك، والسبب الثاني لحالةٍ من الجفاء الحاد بينه وبين جبران، وصل حد القطيعة، دون أن يذكر سبباً لذلك قد يجهله ونجهله نحن!
وكان هؤلاء العشرة، قد اجتمعوا في منزل جبران في جلسةٍ خاصة، عقدت في الثامن والعشرين من نيسان عام 1920، وفي تلك الليلة، كانت ولادة الرابطة القلمية، وقد وافقوا بالإجماع على أن يكون جبران رئيساً لها يُدعى العميد. ومخائيل نعيمة كاتماً للسرّ، ويدعى المستشار، ووليم كاتسفليس أميناً للصندوق، ويُدعى الخازن.
وكانوا حسب التقديم المذهبي، كما يذكر ذلك نعيمه - على سبيل الفكاهة - مارونيان، هما: جبران خليل جبران، ووديع باحوط، وثمانية أرثوذكس، وإقليمياً ثلاثة سوريين، هم: ندرة حداد، عبد المسيح حداد، ونسيب عريضة، وسبعة لبنانيين.
ولقد جمعتهم الكلمة برباطٍ أوثق من كل المواثيق، ووحّدهم هدف أسمى من كل دساتير المجتمعات الشرقية.
لقد جمعتهم الكلمة المجنحة، والفكرة والمسكوبة من نور، وقبل وبعد، نزعةُ التجديد في أدب محنط!